life is bitch

الخميس، 5 يناير 2017

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ قصة + بعنوان 18: جذور إيطالياــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 


.
.
.
.
.
.
.
في احد الاحياء الفقيرة التي استعمرها القمع و التهميش الحكومي كان شاب جالسا امام الطريق يدخن سجارنه و كان هزيل لان المخذرات قد نخرت جسمه و جعلت منه مجرد انسان هش لا يمكنه ان يقوم باي شيئ سوى التدخين و تعاطي الممنوعات بشتى انواعها منتظرا نهايته او اعتقاله فلا هدف له في الحياة فكل الابواب منغلقة و الحكومة كانت بمثابة المراة العاهرة التي ترقص لكل الاغنياء و تتوب للفقراء .. ملابسه قديمة و مهلهلة حذائه ممزق .. في يوم من الايام بدأت شرارة الهجرة الغير شرعية تضيئ في رأسه و بدا مذهب حياته يميل الى الخروج من مأدبة اللئام التي يزعمون بأنها مجتمع و ينتهي من عصر الديكتاتورية و حكم الفرد ,, قرر الذهاب مع مجموعة من الشبان القاطنين في نفس الحي في هجرة الى ماوراء البحر ليخلق من نفسه شخص ىخر و بناء حياة اخرى ,, بعد الكثير من عمليات السرقة و السطو لجمع المال .. دامت الرحلة بين الحياة و الموت ثلاثة ايام للوصول الى إيطاليا و بالتحديد جزيرة صقلية اكمل حوالي كيلومتر سباحة الى الساحل الجنوبي للجزيرة دون اخذ معه اي معدات او وسائل عيش او اتصال .... مر اسبوع على تواجده هناك ينام في الخارج و يتسول لجمع الطعام ,, و بينما كان نائم في احد ازقة مدينة "راغوزا" الايطالية و اذا بسيارة فخمة سوداء تركن امامه استيقض بسرعة و خوف ظن منه انها الشرطة لكن سرعان ما خرج من السيارة خمسة رجال مرتدين ثياب راقية و قبعات سوداء و تقدموا نحوه فبقي يرجع الى الخلف خوفا من اعتقاله حتى اشهر احدهم سلاحه و قدمه نحو راسه مما ادى الى اغاضعه و اركابه في السيارة .. بقي يرتجف في السيارة بانتضار لحظة قتله او ايذائه و سرعان ما وصلو الى فندق كبير ركنت السيارة و دفعوه الى الخارج باتجاه الفندق بقي يمشي و يسمع دقات قلبه الى ان وصل الى غرفة بها مكتب كبير و كرسي متحرك يجلس به رجل ملامحه مشبوهة بدا يتكلم الرجل بلغة غير مفهومة لكن الشاب قد فهم بعض الالفاظ منه و مجمل القول هو "مرحبا بك .. انا سيد اللعبة الان" و كلمة انجليزية هي "ويلكوم" .. قهم الشاب كل اللعبة فهو اشبه بمجموعة من الاشرار و في بادئ الامر كان كحزب سياسي  
 خارج القانون ينقد الدولة و حكامها و مع الوقت و التاقلم استنتج ان ما انخرط فيه هو مافيا ايطالية عظمى ...
بدا الشاب يتأقلم و يصبح ذو قيمة بين شركائه .. فقد كان في اول الامر مجرد مساعد و منظف في الفندق و مع مرور الوقت بدأ يميل الى التدريب و الاحترافية في القرصنة و النهب مع اجر لا بأس به بضمن له مخذرات و مستلزمات المعيشة لمدة ستة اشهر في بلده القديم ,, سلمت له بذلة سوداْ و سلاح من نوع قناصة و مسدس و اصبح قائد لمجموعة تابعة للمافيا في مدينة كاتالونيا و اشبه بسفير .. و كان الهدف هو انشاء دولة مستقلة .. اصبح الشاب ذو هيمنة و نفوذ كبير حيث قد لاحظ المفارقات الواقعية التي كان يعيشها و التي امسى بها فقد كان يعيش اسوء مراحل الفقر و مع ذلك اصبح يرتدي اجود انواع الملابس و افخم الساعات و آخر السيارات ,, و من زعيم ثانوي و مع ترددات و انقلابات اصبح ذو دور قاتل مأجور خاص بالزعيم الأساسي للمافيا و قد قام بعدة عمليات إغتيال لأشخاص سياسيين و وزراء و كانت العملية الواحدة بمبلغ لا يصدق من المال قد يضمن لعائلة من خمسة افراد معيشة لعام كامل .. و من ذلك اصبح متعطش لصوت رصاصة القناصة تنبثق منها و تخترق رؤوس الزعماء القانونيين ,, حيث انه تم عرض عليه منصب لنائب زعيم لكنه رفضه و أصبح مذهبه هو كل الوضائف متعادلة المهم هو الإحترافية و قوة التركيز .. حيث قام بعدت عمليات سطو على بنوك عالمية و تهريب مخذرات .. و تبييض مليارات الدولارات مع التحالف مع مافيا كامورا الايطالية .. لاكبر بعثة تجارة مخذرات قامت بها المافيا الى الأرجنتين و قد كان الشاب و تسعة آخرون من رواد البعثة وقد كانت كل من الدول البرتغال و كندا و الولايات المتحدة الامريكية و المكسيك و البرازيل المسار المتفق عليه للذهاب و الإياب و ذلك لتفادي الجمارك الكبرى اي ان البعثة ستكون حدودية ليس كباقي البعثات لان مذهب المافيا و حتى اسمها يعتمد على الجديد " La Cosa Nuova" اي الشيئ الجديد .. قام الشاب بالبعثة مع وثائق مزورة و جهات جمركية مرشوة .. و عند الوصول الى الأرجتين ,, و بعد رحلة دامت ثلاثة اشهر للوصول حمل المافيا التي يتراسها الشاب المخذرات المطلوبة و بعد المكوث في الأرجنتين لمدة خمسة أشهر قرروا العودة على نفس المسار لكن هذه المرة عند الوصول الى الولايات المتحدة الامريكية اتخذوا ايطاليا مباشرة و في مطار واشنطن بامريكا و بعد المرور من الجمارك التي قام هذا الاخير بقبول رشوة هائلة و إنتضار الطائرة لإيطاليا جلس زعيم البعثة ينتظر و يفكر في حياته كيف كانت و ما تبقى منها مشعلا سجارة و تذكر آخر ايامه في بلاده كيف كان يدخن سجارته فقد كان جالسا نفس الوضع و نفس طريقة مسكته للسجارة لكن الملابس و المحيط متغيرين و إذا بشيئ ساخن ينهمل من رقبته فبدأ يشعر بالدوار و فوضع يده و رأى ماهية هذا الشيئ فكان دما !! نعم دما !! لا مس راسه فوجد ضربة رصاصة من الخلف .. لم يصدق الامر و بدا يشعر بالبرودة تسري في عروقه ,, اراد الإلتفاة لرؤية مصدر الرصاصة لكن سرعان ما سقط على الأرض ميتا .. و كان مصدر الرصاصة لقناص يعمل لدى مكتب التحقيقات الفدرالية "FBI" ...... هذه هي الحياة تبدأ من الصفر الى غاية إبتسامها لك ,, لكن سرعان ما تعود الى خط البداية و هو الصفر .. مهما كانت مكانتك في الحياة فالموت هو الطريق السالك ,, 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ النــــــهايـــــــــــــــــةــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

من تقديم الحياة العاهرة 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق